بين كل هالاصوات و السواليف سمعت صوت عمتي..
عمتي منيره: "يوسف.. يوسف يمه تعال جا خالك خالد.."
كنت قاعدة اسلم على عمي عبدالكريم.. وقفت بمكاني ماتحركت..
انتظر.. انتظر يجي صوت احد يرد على عمتي...
"هلا خالي هلا والله كل عام وانت بخير.."
الا صوته.. الا هو يوسف..
التفت...
حسيت كل الحزن وكل الدموع الي طاحت مني بالاشهر اللي راحت رجعتلي الحين..
كان لابس ثوب.. شعره طال شوي عن اخر مره شفته..
لونه مسمّر شوي.. نحفان عن اخر مره..
مبتسم و عيونه صايره خطوط زي دايم..
كنت واقفة اناظره و هو يسلم على ابوي..
مسك عمي ايدي وانا واقفة: "اقعدي جمبي"
عمّي كان حاس..
جلست.
حط ايده على ركبتي: "يقولون مفاجأة.. مادري لمين بالضبط"
كنت ساكته و اناظر يوسف.. اراقبه..
كنت احس قلبي يدق و بطني يعورني..
ركبتي تعورني و ايديني تصبصب عرق..
سلم على ابوي، امي، فيصل اخوي..
صار يلتفت يدورني..
شافني جالسة جمب عمي: "شلونك ريما، كل عام وانتي بخير"
كل عام وانا بخير؟
شلون بصير بخير عقبك؟
عقب اللي سويته؟
امانه انت بخير؟
"وانت بخير و صحة و سلامة"
راح و قعد جمب العيال و يسولف عادي..
ناظرت نوف.
كانت تناظرني و تبتسم انه ماعليه.
الوقت كان يمر سنة..
اخيراً اذن..
افطرنا و راحو يصلّون قبل نتعشى..
عمتي منيره: "يلا يابنات عساكم متوضين"
نوف: "لا الحين بتوضى بسرعة"
رحت مع نوف الحمام: "ليش ماقلتي لي انه جا؟"
نوف: "توهم العصر جو، و خفت اقولك وانتي عند الباب احد يسمع.."
"وش صار ليش جو؟ تخرج؟"
نوف: "ما ادري مافهمت شي، ياسمين ماجت عندها شغل و يوسف رجع من امريكا خلاص و خالتي مستانسة مره"
"بس محد حضر التخرج حقه؟ ماجابو طاري، معقول تخرج ومحد راحله؟"
نوف: "مادري ماقالو شي"
"طيب لحد يدري انه جا"
نوف: "احد مين يعني"
"يعني جواهر"
نوف: "ليه"
"بس! لاتعلمينها"
صلينا و عقب ماجو الرجال قعدنا نتعشا.
كنا مجتمعين كلنا على طاولة الأكل..
و كل احد يتكلم و ازعاج..
يوسف كان هادي زي عادته..
يسولف مع فيصل اخوي بهدوء..
كان قدامي بالضبط..
قاعد يمينه عمي عبدالكريم..
و نواف يساره..
نواف: "ريما عطيني صحنك احطلك شوربة"
ناظرني يوسف
شلت صحني و عطيته نواف: "ايه و حطلي لحم ماعرف اقطع"
امي كانت يساري و نوف يميني..
امي: "انا احطلك"
"لا مايخالف نواف جمبه الشوربة"
عطاني نواف صحني،
نواف: "خذي هاه"
"شكراً"
و يوسف يحاكي فيصل و يناظرنا كل شوي..
نوف: "ايه يوسف بشّر عسا تخرجت؟"
يوسف: "ايه الحمدلله خلصت"
نوف: "و حفل التخرج؟"
يوسف: "شفيه؟"
نوف: "محد جا يعني، لاخالتي ولا ياسمين"
يوسف: "ايه قلتلهم مايحتاج يجون"
نواف: "ليه"
قال يوسف بسرعة: "مايحتاج"
فيصل: "مبروك ماشاءالله، و وش ناوي الحين؟ بتتوظف؟"
يوسف: "ودي اقعد فترة هنا و عقب افكر بالشغل"
فيصل: "ازين لك"
ناظرني يوسف: "وانتي ريما وش سويتي"
توترت.. وش اللي وش سويت.. سويت بوشو..
ناظرني فيصل اخوي.. لاني قعدت ساكتة..
"الحمدلله"
نوف: "انا باقي لي سنة و نص و باخذ صيفي"
نواف: "ماشاءالله انتي على كثر ما تاخذين صيفي"
يوسف: "وانتي ريما ما اخذتي صيفي؟"
"لا"
فيصل: "والله ياحلوك تاخذين صيفي بعد بالاجازة، علشان ننسى وجهك"
نواف: "ايه ماشاءالله مانشوفها الا بالويكند، طول الوقت تدرس"
فيصل: "احيان ادخل عليها الغرفة القاها نايمة بكرسي المكتب"
ناظرت فيصل: "شدعوه"
نوف: "خالتي ترا جبت لك من الكيك حق اول!"
ياذا الكيك اللي اذا بغو يغيرون الموضوع يحطونها فيه..
عقب العشا.. ابوي راح و امي موضي راحت غرفتها تصلي..
عماتي يشربون شاهي و عمتي منيره حاطة مسلسل..
فيصل و نواف راحو يلعبون بلاي ستايشن بالملحق..
و يوسف اظنه معهم.. او راح بيتهم ماعرف..
جت نوف و جايبة دله قهوة معها و قعدت جمب عمتي.
نوف: "ها يا خاله بدا مسلسلنا؟"
عمتي منيره: "لا عقب هذا بيجي"
"وش مسلسلكم امداكم؟"
نوف: "صديقات خالتي شافوه العصر و مدحولها اياه.. ريما تكفين قعدت و جلستي مريحة مره.. ناقص فنجال واحد تكفين جيبي من المطبخ"
"انا مابي قهوة"
نوف: "ايه مو لك"
"طيب"
قمت اجيب لها فنجال.
كان مافيه احد بالمطبخ كلهم يرتاحون عقب الفطور..
قعدت ادور فنجال..
-"يمه"
صوت يوسف.
مارديت.
اخذت الفنجال .
كان هو داخل من الباب الخلفي اللي من الحوش للمطبخ..
يوسف: "احسبك امي" كانت ماسك زقارة بايده.
"عمتي تناظر مسلسل مع نوف"
يوسف: "ياحليلهم.. انتي وش تسوين؟ شاهي اخضر زي العادة؟"
"لا"
و دخلت.
يوسف ماكان يدخن.. ماعرف عن قبل ما احاكيه بس يوم انا معاه عمره ماشميت ريحته دخان او شفته او قالي انه يدخن..
ماكان ودي اقعد و اخذ و اعطي معاه..
شاهي اخضر زي العادة مسوي انه يمون..
انا وعدت نفسي اني بنساه ومارح اكلمه ابد..
ومارح افتح معه نقاش بحياتي..
دخلت عطيت نوف الفنجال و قعدت.
كانو يناظرون المسلسل..
وكنت اناظر معهم احاول افكر بشي ثاني غير يوسف..
جا فيصل اخوي و نواف.
نواف: "والله ياكسرت راس اخوك تو بفيفا"
ابتسمت.
مارد عليه فيصل العادة يحارشون بعض.
عمتي منيره: "وين يوسف مو معكم؟"
نواف: "لا طلع من زمان"
ناظرت فيصل اللي كان سرحان..
"شفيك فيصل"
فيصل: "لا مافيني، امي راحت؟"
"ايه رجعت البيت تقول مصدعة"
فيصل: "انتي ماتبين ترجعين؟ لاني راجع الحين"
"الا ارجع معك"
نوف: "وين تو الناس، اقعدو تسحروا هنا"
فيصل: "تبين تقعدين ريما؟"
"لا نوف مره ثانية اليوم احسني دايخة انا بعد"
رد نواف من بعيد: "نجيب لك قهوة"
"لا شكرا مره ثانية"
كنت استانس مره مع عيال عمتي سلوى،
يعني الفترة اللي راحت صرنا مره اصدقاء
و كنت بستانس لو نمت عندهم او سهرت عندهم..
بس كان فيه شيين مخليني ارجع بيتنا..
يوسف.. و فيصل اخوي..
فيصل مو من عوايده يكون كذا ساكت و يفكر..
رجعنا البيت مشي..
وحنا ماشيين سألته: "فيصل صاير شي بالدوام؟"
فيصل: "لا زين الدوام الحمدلله"
"طيب امي و ابوي؟"
فيصل: "لا شفتيهم اليوم الحمدلله مافيهم الا العافية"
"نورة اختي؟"
فيصل: "لايابنت الحلال بسم الله عليها وش بيكون فيها"
"اجل شفيك"
فيصل: "مافيني شي زين الحمدلله"
"جواهر صح؟"
فيصل: "لا"
"بتعلمني ولا شلون؟ انت دايم تساعديني ماتبيني اساعدك هالمره؟"
فيصل: "لامابيك تشغلين بالك"
"اذا ما قلتلي بينشغل بالي اكثر، علمني وش صاير؟"
فيصل: "جواهر ماتبيني"
سكت.
فيصل: "ادري انك تدرين.. بس اقصد يعني مره مره ماتبيني حاولت فيها بس عجزت"
"وشلون حاولت؟"
فيصل: "حاكيتها عقب ماقلتلك هذاك اليوم، شفتك ماقلتيلي شي قلت اكيد ردتك.. رحت حكيت معها و قلتلها انا مستعد اسوي اللي تبينه.."
"فيصل انت صدق تبيها؟"
فيصل: "وش هالسؤال ريما، وش اقولك انا من زمان"
"لا يعني اكيد صدق صدق؟ مو تعشم البنت فيك و تخليها تحبك و تحلم احلام معك وتطيرها للسما و عقبه ترميها بالارض"
ناظرني فيصل مستغرب: "وش هالكلام؟ هي قايلة لك كذا؟"
"لا لا مب هي.. انا بس اسأل"
فيصل: "مايسوي كذا الا واحد حقير، محد يرفع باحد للسما و عقب يرميه، الي يسوي كذا كذاب و عمره ماحب، وانا قلتلك وش كثر احبها"
سكت وناظرت الارض..
صادق حقير و عمره ماحب..
فيصل: "ماكنت ابي اقولك و اضيق صدرك.. لكن خلاص هذا قرارها و انا احترمه.. البنت مهما صار تظل صديقتك يعني بتجي بيتنا واجد و بضطر اشوفها غصباً عليّ.. فا لازم اتقبل الواقع و انسى"
سبحان اللي قلب فيصل اخوي و خلى قلبه القاسي بهالطيبه..
و سبحان اللي قلب يوسف و خلى قلبه الطيب بهالقسوه..
"بحاول احاكي جواهر ثاني.."
فيصل: "لا لاتكلمينها.. مابي تتضايق و تصير ماتجي بيتنا.. يعني على الاقل لو انحرم منها مابي انحرم شوفتها بعد.."
ابتسمت.
يوم وصلنا بيتنا كان يوسف واقف عند بيتهم يدخن..
مادري وش التدخين اللي بشراهه كذا؟
فيصل: "وش عندك"
يوسف: "اغازل، وش عندي يعني"
"فيصل انا بدخل"
فيصل: "طيب خذي المفتاح انا بشوف الخبل هذا واجيك"
دخلت .
وش الحالة اللي وصلها يوسف؟
يعني اتفهم انه مايحب الناس واجد..
و مايحب يقعد مع الحريم انا و نوف و امي دايم كان يقول اخليكم براحتكم.. بس انه يقعد كذا بالحوش اللي ورا المطبخ.. و بعدين يقعد يدخن بالشارع كانه وشو؟
كان يقطع حبل افكاري صوت في بالي يهاوشني..
انتي ليش قاعدة تفكرين؟ مو قلنا خلاص؟
ايه خلاص.. بس حالته غريبة.. متغيّر!
مالك شغل فيه.. اتركيه بحاله..
فعلاً اتركيه بحاله..
كان ضايق صدري على فيصل اخوي .
ارسلت لجواهر واتساب: "حاكيني اذا فضيتي ابيك"
ردت: "سميي"
دقيت عليها.
جواهر: "شكله سالفة تحمس! اصبري بروح غرفتي"
"ايه روحي"
كان ودي اقولها عن يوسف مرره..
ابيها تعلمني وشلون اتصرف..
بس خفت تهاوشني و تصير كل مارحت بيت امي موضي تقول شي..
صايرة مثل امي الله يهديها.
جواهر: "ها يلا علميني وش صاير"
"فيصل اخوي.."
جواهر: "وشفيه"
"ضايق صدره.. جواهر ليه ماتعطينه فرصة؟"
جواهر: "الحين هذا الموضوع الضروري؟"
"ايه شفيك مستهزئه باخوي! تراه صدق ضايق صدره"
جواهر: "ريما شفيك اخوي و اخوي؟ يعني لو مب اخوك كان ماسويتي كذا؟ قلتلك بغض النظر انه اخوك انا ما اقدر"
"لا بس اعرف فيصل زين.. مايضيق صدره من شي الا لو صدق يعني له كثير"
جواهر: "وانا بعد اعرف فيصل زين.. واعرف انه خطر"
" تغيّر يابنت الحلال! الحين الله يسامح انتي ليش مو قاعدة تسامحينه؟"
جواهر: "لاني انا مو الله! الله يعرف وش فيه بصدر فيصل و وش بيصير فيه بعدين، لكن انا ماعرف! شلون تبيني اثق فيه!"
"حسستيني انه وحش"
جواهر: "ريما مابي ارد عليك و نزعل من بعض، لان صداقتنا اكبر من كذا.. انسي موضوع فيصل"
"وش بتخسرين لو عطيتيه فرصة؟"
جواهر: "ريما بعدين نحكي طيب؟"
"طيب، مع السلامة!"
و سكرت مانتظرتها ترد.
تقهر!
يعني صديقتي و حبيبتي ايه!
بس فيصل بعد اخوي و ما ارضى عليه!
...
صحتني نوف اليوم الثاني الظهر.
"نعم"
نوف: "ريما الحقي عليّ"
"شتبين نوف بعز الظهر صايمة"
نوف: "نواف درا اني احاكي محمد للحين"
"قلنالك لا تحاكينه!"
نوف: "وش يفيد الحين تعالي حاكي نواف صار يحلف و يتوعد ماتاخذينه"
تنهدت: "طيب عقب الفطور اكلمه"
نوف: "لااا مايصير حاكيه الحين"
"نوف نايمه حرام عليك"
نوف: "ريما تكفين بصيح والله نواف يسمع منك قوليله"
"طيب يابثره طيب بحاكيه، انا الغلطانه مفروض اسكر جوالي اذا جيت انام!"
حاكيت نواف واتساب.
"وينك؟"
-"ملحق"
"طيب جناح عمي عقب ربع ساعة؟"
-"نوف حاكتك صح؟"
"تعال و اقولك"
-"ريما اذا على نوف لاتتعبين نفسك"
"ربع ساعة بصلي و اجيك توني صاحية"
و تركت جوالي و قمت.
صليت و تحممت و بدلت و رحت بيت امي موضي.
كانت امي موضي بلحالها بالصالة..
سلمت عليها.
امي موضي: "ها وش عندك من الصبح"
"بشوف نوف"
امي موضي: "ايه زين"
رقيت فوق اخر دور.
لقيت نواف قاعد .
نواف: "والله يا وجهك نوم"
"نايمة كنت بس هبلتو فيني"
نواف: "نوف ماتصبر؟ توها صايرة السالفة امداها تعلمك؟"
"تقول نواف يسمع لك، عقب هذيك المره الظاهر تحسب سحر خلاص اللي اقولك اياه بتسويه"
نواف: "وهي صادقة ترا.. بس لاتحاول تلعب عليّ و تسوي بلاويها وعقب تخليك انتي تكلميني، لانه لو وش تسوي-"
غمضت عيوني: "اسمع نواف تكفى يرحم والدينك.. الدنيا صيام و ظهر و اختك صحتني تصارخ.. والله ان الصداع واصل هنا.."
ضحك نواف: "تهددين يعني؟"
"لا مب اهدد بس يعني لانكثر حكي واجد.. اختك هبله شوي ماعليه خف عليها لاتهاوشها راعي انها بزر وصغيرة ماتفهم.."
نواف: "ريما انا وياك مو قلنالها خلاص عقب التخرج تتزوجينه؟"
"و تبيها تصبر كم سنة؟ البنت تحبه و هو يحبها، وش يصبرهم؟"
نواف: "اجل وش اسوي! تبيني اشوفها تكلم واحد و اسكت! تراي سكت علشانك اخر مره!"
"لاتصارخ نواف اقولك صايمين.. لا طبعاً ماتسكت.. بس بعد مو تقولها ماتاخذينه و تهاوش و تصارخ عليها.. يعني تحبه هي وش تسوي بعد"
نواف: "وش تبيني اسوي طيب؟"
"وش رايك نخليه يخطبها؟ علشان لاحكو مع بعض ماتقول تكلم واحد، تقول تكلم خطيبها"
نواف: "يخطبها سنتين او ثلاث؟"
"ايه مايخالف يخطبها الحين و وقتها نشوف حل"
نواف: "و بيرضى يخطبها"
"ان شاءالله بيرضى و لو مارضى انا اجي معك و كفخه زي ماتبي"
نواف: "بس ريما البنت ما تتوب! ماتتعلم"
"ايه مايخالف بحاكيها انا و بهاوشها والله العظيم"
نواف: "واذا شفت انها تحاكيه ثاني؟"
"اسحب جوالها"
نواف طيب مرره..
او انه طيب معي انا بس ما ادري..
لكن احسه مهما يهاوش طيب..
يعني لو فيصل اخوي اللي درا اني اكلم واحد ممكن يذبحني بدون تفاهم.
بس نواف كان ياخذ و يعطي..
نواف: "ليت الامور بهالبساطة اللي تتكلمين فيها"
ضحكت: "والله اني مصدعه احس عيوني فيها صداع شوف امسك هنا"
و مسكت ايدينه الاثنين و حطيتها على عيوني مكان الصداع..
"شفت هنا بالضبط احس"
نواف: "خلاص ارجعي نامي الحين امسحيها بوجهي"
-"انتم هنا"
الباب كان مفتوح و كنا قاعدين على الكنب بالصاله..
فجأة يطلع احد من الغرفة حقت النوم "انتم هنا"
كنت مغمضة عيوني و ايد نواف عليها.
من سمعت الصوت فزيت.
يوسف.
...
*ياسـميـن
يزيد جاي اليوم الرياض.
متحمسة بموت من الوناسه.
مديري من الصبح يسألني عن سبب نشاطي و وناستي اليوم..
قد شفت صور ليزيد و اعرف شكله زين .
بس ماقد شفته بالصدق واليوم اول مره بشوفه.
كنت قاعدة انتظره بالمطعم.
اتصلت عليه مارد.. توترت شوي ..
تذكرت ايام تركي..
ياما انتظرت و ماجا..
واحيان يرسل مسج و احيان مايرسل..
والله معليش انشغلت مع اهلي، والله اخوياي مدري وش صارلهم
واعذار و اعذار ماتنتهي.. و كنت اسكت وادري انه كذاب
ياخوفي يزيد يصير كذا..
فجأة احد حط باقة ورد جمب وجهي.
"تأخرت عليك ياحلو"
ضحكت: "بسم الله يزيد ارتعت"
جلس قدامي بالكرسي و حط الورد على الطاولة.
يزيد: "والله راعي الورد قعد ساعة يبربر على راسي اقوله مستعجل مايفهم"
ابتسمت: "ياحظي هذا لي؟"
يزيد: "فيه احد غيرك يستاهل الورد هنا؟"
ضحكت.
يزيد: "وشو، تدرين انك احلى بمليون مره من الصور؟ الحمدلله ماتشبهين اخوك"
ضحكت: "وشفيه اخوي وش زينه"
يزيد: "وش زينه ماقلنا شي بس مابي اقوم من النوم القى وجه خويي"
ضحكت.
يزيد: "انا كنت ناوي ما استعجل بس خلاص من شفتك قررت اجيكم بكره البيت ماقدر اصبر"
"امي مو هنا بجدة هي و يوسف"
يزيد: "بس اخوك الكبير هنا"
"ايه بس امي اهم، اذا امي وافقت اخواني كلهم بيوافقون"
يزيد: "خلاص مشينا على جدة"
"شفيك مستعجل اصبر توك جاي مارح تشوف اهلك هنا؟"
يزيد: "انتي امي و ابوي و اهلي كلهم"
ضحكت.
"انا بروح لهم اخر الاسبوع.. وانت شوف متى مافضيت تعال"
حكينا عن كل شي هذاك اليوم..
و عرفت انا وش كثر احبه صدق..
كل شي فاقدته بتركي كان موجود بيزيد..
تركي كانت شخصيته ضعيفة..
كنت احسه مرتبك دايم..
مايعرف يتصرف باغلب المواقف..
دايم انا اللي اتكلم و انا اللي اقرر و انا اللي افكر..
كان شخصيتي اقوى منه من نواحي كثير..
و كان طبعاً مو عاجبني الشي هذا..
ابي واحد شخصيته قويه و يعتمد عليه..
و يزيد.. كان شخصيته قوية.. و يضحك و حنون و يسولف واجد مثلي!
يعني مستحيل امل منه او ينزعج مني!
كان يزيد مثالي مره لدرجة تخوف..
لدرجة احسه واجد عليّ..
..
*ريـما
الباب كان مفتوح و كنا قاعدين على الكنب بالصاله..
فجأة يطلع احد من الغرفة حقت النوم "انتم هنا"
كنت مغمضة عيوني و ايد نواف عليها.
من سمعت الصوت فزيت.
يوسف.
نواف: "وش تسوي هنا"
يوسف: "انت اللي وش تسوي هنا؟"
نواف: "حنا نقعد هنا دايم"
يوسف: "انتم؟ و انا قبل تدلون المكان هذا كنت اقعد مع عمي"
نواف: "وانت نايم هنا الحين؟"
يوسف: "ايه"
نواف: "ورا ماتنام في بيتكم؟"
يوسف: "وانت وش دخلك وين انام"
نواف: "شفيك اخلاقك شوي الدنيا رمضان، خلاص حنا نازلين اصلاً كمل نومك، يلا ريما"
"يلا.."
كان يوسف واقف و يناظرنا.
وحنا نازلين من الدرج.
"وشفيه معصب"
نواف: "توه صاحي من النوم و صايم، و يدخن بعد، يعني ياسلام"
"الله يعينه.."
طلعت نوف من غرفتها.
نوف: "صباح الخير" و ابتسمت.
نواف: "صباح الخير ها؟ مسوية ماتدرين عن شي بريئة بسم الله عليك"
"خلاص لا تتهاوشون اجلو نقاشكم بعد الفطور "
نواف: "افطري انتي دامك مصدعة"
"لا شدعوه مو لهالدرجة"
نوف: "تعالي نامي عندي داخل"
نواف: "روحي روحي علميها وش صار"
ضحكت: "ياشينكم خلاص"
نواف: "بفكر بالموضوع انا، لكن والله العظيم يانوف لو شفتك تحاكينه ثانيه بسحب جوالك و بوديك الرياض مع شعرك"
"خلاص بعد الفطور.. روح الحين"
نواف: "طيب انا بروح خلاص علميني لو بغيتي شي"
دخلت غرفة نوف و سكرت هي الباب بسرعة.
نوف: "ها وش صار؟"
انسدحت على سريرها: "مستعدة تعرسين الحين؟"
نوف: "الحين؟ رمضان!"
ضحكت: "لا اقصد الحين يعني بهالعمر"
نوف: "نواف قال كذا؟"
"لا انا قلتله.. نوف اخوك مستحيل يوافق تحاكين محمد كذا و انتو مابينكم اي شي رسمي"
نوف: "يعني بيزوجنا؟"
"قلتله خليه يخطبها على الاقل هذي السنة بس.. و بعدين نشوف اذا يبون يتزوجون زوجناهم"
نوف: "ايه طبعاً موافقه، اي شي موافقه بس يتركني بحالي نواف طفشني ناشب بحلقي شوي و بلقاه نايم عندي بالغرفة يحرسني"
"تستاهلين علشانك ماتسمعين الكلام، شدعوه ماتصبرين على محمد طول الوقت تحكون؟ ماتطفشون من بعض؟"
نوف: "قولي ماشاءالله! لا مانطفش احد يطفش من اللي يحبه؟"
"حاولي تخففين حكي هذي الفترة، لان نواف مو كل مره بيسكت.. و لو وصل الموضوع لعمتي سلوى ولا ابوك بتروحين فيها"
نوف: "يعني بتزوج محمد خلاص؟ وناسه؟"
ابتسمت: "الحمدلله و الشكر"
نوف: "شفتي يوسف؟"
"وش فيه؟"
نوف: "منهبل، امس تهاوش مع عمتي بالليل و اسمع صراخهم تحت"
"احلفي؟ وانا اقول ليش نايم فوق.. وش صار ليش تهاوشو"
نوف: "مادري بس يوسف منهبل صدق، ماعمري بحياتي سمعته يحاكي عمتي كذا.."
"غريبه.."
قعدت عند نوف بغرفتها الين قبل المغرب بشوي..
يوم قرب الاذان نزلنا تحت.
امي و فيصل كانو تحت.
و نورة اختي جات معهم تفطر اليوم.
عمتي منيره مبين ضايق صدرها.
عمتي سلوى قاعدة جمب امي موضي و تقرا قرآن.
قعدنا انا و نوف.
نورة: " وين الناس توكم تصحون"
"وجهينا وجيه ناس توها تصحى؟"
نورة: "وينكم اجل اسالهم يقولون فوق من الصبح"
امي: "خلاص نورة اتركيهم بحالهم"
نورة: "والله يمه انا بعمرهم كنت اطبخ برمضان تذكرين؟"
فيصل: "الحين اللي كنتي تسوينه تسمينه طبخ؟"
عمتي سلوى: "نوف دقي على اخوك خل يجي هو و يوسف"
نوف: "لا ريما انتي دقي"
"هاو دقي انتي اخوك"
نوف: "ريما لا تستهبلين كيف اكلمه"
"طيب خذي دقي من جوالي"
اخذت نوف جوالي و دقت و حطت السماعة باذني.
"يلا نواف تعالو انت و يوسف"
رحت قعدت جمب عمتي منيره.
"وش اخبار الحلوين"
عمتي منيره: "الحمدلله انتي وش اخبارك"
"شرايك نطلع اليوم؟ احس ضايق صدرك"
عمتي منيره: "لا حبيبتي ماودي"
"شرايك فيصل يودينا البحر؟"
عمتي منيره: "لا تعبانه عقب الفطور بروح بيتي انسدح"
"يلا يا عمه تكفين.. والله مو متعودة عليك كذا"
دخل يوسف و نواف و عمتي تناظرهم.
عمتي شخصيتها قوية احسها اقوى حرمة شفتها بحياتي..
بس اليوم كانت غير..
كنت احسها مكسورة..
و القهر ان السبب هذا ولدها!
كانت تناظره و تراقب تصرفاته..
و هو؟
ولا هامه.. ساكت كالعادة..
فطر بهدوء.. و قام قال بيروح يصلي..
عقب العشا رحت ادوره..
طلعت الحوش.
و فعلاً لقيته.
كان قاعد على الدرج.
"توقعت اني بلقاك هنا"
يوسف: "ليش تبيني؟"
"ايه ابحكي معك"
قعدت جمبه.
"وش صاير بينك و بين عمتي"
كان يرد و هو يناظر قدام مايناظرني: "وش صاير"
"سمعت انكم تهاوشتو امس، و مزعلها انت"
يوسف: "كان سألتيها هي"
"يوسف لا تستهبل! هي مارح تقولي"
يوسف: "خصوصيات بين الولد و امه"
"مره ميته عليك و على خصوصياتك! انا خايفة على عمتي بس"
يوسف: "لا لا تخافين عليها خافي على اشياء ثانية"
"اشياء ثانية؟"
رمى الزقارة اللي كان بايده و قام.
يوسف: "ايه اشياء ثانية اهم" و مشى.
الحمدلله.
شكراً لك يا يوسف لانك قاعد تكرهني فيك اكثر.
شكراً لانك تخليني اعرف انك مو حسافة.
و اني محظوظة يوم تركتني.
...
مرت الايام كئيبة في بيت ماما موضي.
رمضان كان يوسع الصدر زمان.
بس هذي السنة كلهم وجيهم حزينه..
مع انه امي موضي مستانسة بعمي اللي صار يفطر معنا.
لكن عماتي كلهم وجيههم حزينة..
امي حزينة..
فيصل حزين..
ماكان احد يسولف الا نواف و امي موضي و عمي.
نوف معزومة اليوم هي و عمتي سلوى.
وامي موضي فوق تقرا قرآن.
و عمتي منيره صارت تناظر مسلسلاتها ببيتها.
و امي بالبيت.
كنت قاعدة بصالة بيت امي موضي انا و عمي عبدالكريم.
قام هو وراح غرفته قالت الممرضه عنده ادويه لازم ياخذهم..
قعدت بلحالي..
حاكتني جواهر واتساب: "بتجين بكره عند عبير؟"
"مادري"
جواهر: "تعالي"
الجو بيني انا و جواهر كان متوتر شوي عقب سالفة فيصل..
كنت احس حرام عليها تسوي كذا باخوي..
"مادري بشوف لو لي خلق"
جواهر: " تعالي امرك و نروح مع بعض"
"ان شاءالله بكره اشوف"
جا نواف.
نواف: "وش عندك قاعدة بلحالك"
"نوف معزومة"
نواف: "ايه عند عمتي، ورا مارحتي معها"
"من حبي للعزايم"
نواف: "ايه صح نسيت، الجرح المفتوح" و ضحك.
ضحكت: "انت اللي قلت الجرح المفتوح انا ماتكلمت"
نواف: "بسم الله عليك من الجروح"
"انت وين العيال عنك"
نواف: "فيصل اخوك يقول عنده شغل، و يوسف مدري عنه"
"اسمعك اليوم تقول قبر محمد.. رحتله؟"
نواف: "ايه رحت اليوم العصر"
"سلمتلي عليه؟"
نواف: "حكيت له عنك"
"قول والله"
نواف: "والله"
"كذاب وش قلتله"
نواف: "شتبين سالفة بيني و بين اخوي"
"اشتقتله مره.."
نواف: "كان يحبك مره"
"وانا كنت احبه.. كان ماعندي غيره"
نواف: "والحين؟"
"الحين وشو"
نواف: "الحين مين عندك"
"لا يعني زمان كانو صديقاتي مافي و فيصل اخوي كان مدري شلون يعني ماكان عندي احد اسولف معه غير نوف و محمد"
كانت ساكت و يناظرني.
"شفيك" ضحكت.
نواف: "لا ولاشي كملي"
"وش اكمل خلصت"
نواف: "طيب تبين اجيب لك شي؟"
"لا لاتروح اقعد"
نواف: "تبيني اقعد؟"
"ايه طفش مافيه احد قاعدة بلحالي، و المسلسلات كلها بايخة"
نواف: "غالي و الطلب رخيص كم ريما عندي"
ابتسمت: "تبي قهوة؟"
نواف: "الله ياليت"
"بقوم اسويها"
نواف: "اجي اساعدك؟"
"ايه تعال عادي"
قمنا المطبخ و دايم هذا الوقت يصير فاضي..
"اصبر اول شي حط مويا هنا"
نواف: "وش تحسبيني ماعرف اسوي قهوة"
"لا واضح انك تعرف ماشاءالله وخر خلاص اقعد ناظر بس"
ضحك نواف: "طيب"
قعدت اسويها.
"خلاص بس الحين نتركها نص ساعة"
نواف: "نص ساعة واجد"
"ايه مايخالف تمر بسرعة تعال نقعد هناك الين تخلص"
نواف: "طيب اصبري"
"وشو"
نواف: "شرايك اقولك سر"
"سر؟"
نواف: "ايه"
"وشو"
شفت يوسف داخل من باب المطبخ.
و نواف مو شايفة عاطيه ظهره.
نواف: "انا احبك.. يعني صدق احبك.. كنت متردد اقولها بس خلاص ماقدر اسكت"
كنت اناظر وجه نواف و عقبه اناظر يوسف اللي واقف وراه.
مادري ارد على نواف ولا اسكته..
..
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفكملييييي
ردحذف