الأحد، 20 أغسطس 2017

Chapter 36


كنت طالعة مع جواهر بيوم من الايام..


بنص السوالف..


"جواهر بقولك شي بس اوعديني ماتعصبين.."


ناظرتني بنفس الوجه اللي احسها بتطقني.


جواهر: "يوسف؟"


"لا لا والله مب يوسف.. شي ثاني"


جواهر: "وشو اجل؟ وش عندنا شي يعصبني غير يوسف؟"


"فيصل اخوي"


جواهر: "وشفيه"


"لو خطبك توافقين؟"


ضحكت جواهر: "تستهبلين صح؟"


"لا والله صدق"


جواهر: "انتي وش رايك؟ اوافق؟" و ضحكت.


"مدري انتي اللي بيدك القرار"


جواهر: "يعني لو فيصل مب اخوك، و جيت قلتلك وش رايك اخذه ولا لا، وش تقولين؟"


"والله.. يمكن لو جيتي قبل سنة تسأليني بقولك طبعاً لاتاخذينه.. ولاتفكرين اصلاً.. بس الحين يمكن اقولك عطيه فرصه.. يعني فيصل تغيّر مره.. عقب ماكان يسمي ابوي الشايب، و يصارخ على امي كل يوم و يسوي مشاكل، و يمد ايده عليّ.. كان اذا جا اقوم علشان اكره اقعد معه.. "


جواهر: "والحين؟"


"والحين صار هو اللي ياخذني اسلم على ابوي.. و صار يهاوشني اذا ماحاكيت امي زين.. و صار يحاكيني زين انا بعد و يهتم فيني و يخاف عليّ.. "


جواهر: "و تتوقعين ايهم فيصل الصدقي؟ "


"شلون يعني"


جواهر: "يعني فيصل اللي طول عمرنا نعرفه.. ولا فيصل المتغير بالكم شهر هذي؟"


"طبعاً فيصل الجديد"


جواهر: "وش دراك انه مثل ماتغير الحين يتغير بعدين و يرجع مثل قبل؟"


"ماعرف.. بس اللي اعرفه انه يحبك.. و متأكدة من هالشي بعد"


جواهر: " ريما الحب مو كل شي.. بالعكس ممكن يسوي اشياء خطرة و يصنفها تحت الحب، لاتسوين كذا انا احبك و اخاف عليك"


"صادقة.. الحب مو كل شي"


جواهر: "مع اني مابي اجيب طاريه.. بس تذكرين يوسف وش كان يسوي؟ لاتروحين ولاتسوين ولاتجين احبك واخاف عليك؟"


سكت..


جواهر: "انا ممكن كنت احب فيصل، وبهذي اللحظة احبه و بقعد احبه للابد.. بس اني ارتبط بواحد مثل فيصل.. لا.. انا اسفه"


"شدعوه.. انتي مثل اختي و هو اخوي.. طبعاً ابي مصلحتكم اثننيكم و مابيك تنظلمين انتي بعد.."


جواهر: "وهو؟"


"وشو هو"


جواهر: "لو انا مب صديقتك.. و جا قالك ابي جواهر.. وش رايك فيني"


ابتسمت: "تستهبلين؟ جواهر انتي احسن بنت شفتها بحياتي.. مره زينه وعاقلة و شخصيتك قوية و تفكرين زين و حلوة بعد والف من يتمناك.."


ضحكت جواهر: "يارب اجعلني بعيون الناس مثل ما انا بعيونك"


"لا بغض النظر عن انك شريرة و ماعندك تفاهم"


جواهر: "ماعندي تفاهم مع اللي مايفهمون، و اللي يعاندون و الاغبياء اللي يمشون ورا قلبهم ويفكرون بسذاجة، هذا اذا كانو يفكرون اصلا!"


ضحكت : "خلاص خلاص طيب ماقلت شي انسي اني تكلمت"


صح انها صادقة بكل كلمة قالتها.. 


بس وشلون اقول لفيصل؟ 


وشلون اوصله انه البنت تخاف انك ترجع مثل قبل؟ 


وانها ماتبيك حتى لو انك تحبها و تحبك؟ 


...


مرت يومين عقب ما سألت جواهر..


صرت احاول اتهرب من فيصل علشان ما يسألني.. 


اشغلت نفسي بالدراسة اكثر من ما انا شاغلة نفسي.


امي موضي كانت مسوية عزيمة ببيتها.


رحت متأخرة امي راحت قبلي..


كنت ادرس وماكنت ابروح لولا ان امي اتصلت عليّ و هاوشتني


رحت سلمت عليهم و قعدت بالصالة برا بعيد عن الحريم.


نوف: "متى جيتي ماشفتك"


ابتسمت: "شكلك حلو اليوم"


نوف: "صدق؟ يعني اقول لمحمد يجي؟"


"خبله انتي؟ وين يجي" ضحكت.


نوف: "ولاشي خلاص امزح، ليه قاعدة هنا"


"مالي خلق حريم"


نوف: "فيه بنات"


"مالي خلق احد لاحريم ولابنات"


نوف: "جواهر وامها ليه ماجو؟ قالت خالتي سعاد بتقولهم"


"تقول جدها تعبان شوي، ادخلي انتي عادي انا شوي و بمشي عندي اختبار"


نوف: "هاو ويكند وشلون اختبار"


"الاحد عندي اختبار"


نوف: "طيب تنامين عندي اليوم؟ عقب العزيمة؟ نسهر ناكل حلى"


"مادري"


نوف: "خلاص شاوري خالتي و علميني"


"ان شاءالله"


نوف: "يلا انا بروح جوا تعالي بلا سخافة"


وراحت.


طفشت وانا قاعدة بالصالة و الجو برا حلو 


و مايصير اقعد بالحوش كلهم بيشوفوني


رقيت فوق اعلى دور، محل جناح عمي القديم قبل لاينزلونه تحت معهم..


هنا كان يوسف يجيب فطور كل يوم و يقعد يفطر مع عمي..


كان يجلس هنا بالضبط، بهذي البلكونه.. 


و يسولف على عمي.. 


فتحت باب البلكونه و قعدت


كان الجو برد شوي، بس المنظر يجنن.. كنت اشوف مدخل البيت وكل احد طالع و داخل..


كنت احس بيوسف موجود معي..


يمكن علشان هو كان يحب هالمكان..


احس روحه موجوده.. 


احسني اشم ريحته..


احسني اسمع صوته يناديني..


ريما.. ريما


احيان يقولها وهو معصب "ريماه!"


واحيان اذا صار رايق "ريماا"


"ريما" صوت من وراي


ارتعت ناظرت وراي


نواف.


"بسم الله!"


نواف: "وش تسوين هنا"


"انت اللي وش تسوي هنا"


نواف: "انا صرت انام هنا عقب ماعمي نزل تحت"


"انت مو بالرياض متى جيت"


نواف: "ايه جيت من كم يوم"


قعد بالكرسي اللي جمبي.


نواف: "وش تسوين هنا"


"طفشت من تحت، مالي خلق حريم"


نواف: "ليه وش يسوون"


"مايسوون شي بس لازم تضحك لهم و ياحبيلك و اشتقنالك و وش اخبارك، و هم كذابين لايحبوني ولا اشتاقولي ولا يهمهم يسمعون اخباري.. وانا بعد مابي اقعد اجاملهم"


ضحك نواف: "معاك حق، احيان النفس تتعب من التمثيل"


"ايه"


نواف: "انك تظهرين عكس اللي بداخلك بحد ذاته شي مُتعب"


سكت وكنت اناظره وهو يسولف


نواف: "يعني مثل اللي عنده جرح بايده، جرح مفتوح.. و مب قادر يداوي الجرح هذا و يسكره.. فا وش يسوي؟ يضحك و يقول للناس مايوجعني"


نواف: "مع انه كل يوم بس يصير بلحاله.. يموت من الم الجرح .."


"طيب ليه مايعالجه"


نواف: "الجرح مارح يتسكر.. الحل الوحيد انه يقطع ايده و يتخلص من الم الجرح هذا.. بس قلبه مو مطاوعه.."


"ليش"


نواف: "مادري وش رايك انتي؟"


"ماعرف.."


يمكن يحب.. يمكن لسا عنده امل ان الجرح هذا يطيب..


يمكن عقب سنين يجي احد بعيد و يكتشف علاج يعالج فيه جرحه..


يمكن ماوده يمشي بدون ايده.. حتى لو كلها جراح.. 


يمكن كل جرح له ذكرى بحياته ماوده ينساها و يقطها مع ايده.. 


نواف: "مابردتي؟ شوفي حتى شفايفك قامت ترجف"


"لا تكفى حلو الجو و المنظر حلو شف نقدر نشوف كل احد"


ناظر نواف تحت: "ايه حلو المنظر بس برد"


"انت ادخل اذا بردت"


نواف كان يناظر تحت منصدم.. يناظر بتركيز.


"شفيك"


مارد عليّ.


قمت و ناظرت محل مايناظر.


شفت نوف.. واقفة بالشارع و قدامها محمد... 


لا نوف لا... 


التفت على نواف اللي كان شوي و بينفجر..


توه ميت من البرد الحين احسه يغلي و ممكن ينفجر باي لحظة..


نزل تحت يركض.


"لحظة نواف انتظر انا بفهمك!" و لحقته.


كانت ثلاثة ادوار.. 


نزلها نواف بسرعة..


طبعاً كنت بفستان العزيمة الغبية..


وزين اني فاصخة كعبي ولابسة سلبر من عند نوف.


كنت يالله انزل من الدرج من الفستان..


نزلت من دور عمي للدور اللي فيه غرف النوم و غرفة نوف..


نزلت من ثاني دور للدور الارضي.. نزلت نص الدرج.. 


والنص الثاني.. ماحسيت الا فجأة وصلت الارض..


طحت الين وصلت الارض..


ايديني كانت توجعني انجرحت من الطيحة..


البيت كان كله مشغول بالعزيمة و الناس كلهم بالمجلس و محد بالصاله..


قمت بسرعة الحق نواف اللي وصل من زمان..


فتحت الباب و طلعت الشارع بفستاني


كانت نوف واقفة و ماسكة اخوها.. و محمد قدامه قاعد يحكي معه.


نواف كان يصارخ بعكس محمد اللي كان يحكي بهدوء..


نواف: "و وش يعني خالتك داخل!! نوف وش دخلها بخالتك!"


محمد: "نوف مالها دخل بخالتي.."


نواف: "اجل وشوله واقف و تحكي معها بنص الشارع!!"


محمد: "نواف انا كنت ابي اتعرف عليك بس للاسف تعرفنا بموقف زي كذا.. بس انا صدق احب نوف و ابي اتزوجها"


نواف ما تمالك اعصابه و مسكه كانه اللي بيخنق الولد.


نوف: "نواف انا طقني انا ماله شغل"


نواف: "وخري انتي جايك الدور!!"


رحت مسكت نواف من ايده و حاولت افكه.


"نواف اذكر الله لاتفضحنا قدام الناس!"


نواف: "ريما وخري مالك شغل!"


"ادري انك معصب و معاك حق اثنينهم غلطانين و بنحاسبهم بس مب كذا و مو بالصراخ"


نواف: "ريما قلتلك وخري!"


وخر ايدي و اوجعني مره.. هي نفس الايد الي طحت عليها..


لاحظ اني تعورت مره مع انه ماسوا شي قوي بس وخر ايدي.. 


محمد: "انا غلطان اني جاي و واقف هنا قدام البيت بس والله العظيم غرضي شريف"


"نواف خلاص اترك الولد علشان خاطري الله يعافيك!!"


نوف كانت تصيح وراه.. 


ومحمد مسكين وجهه صار ازرق .


"الولد بيموت على ايدك اتركه!!"


و سحبت ايده بقوه..


"محمد خلاص انت روح"


نواف: "وش اللي يروح!!"


مسكت كتف نواف: "بيروح و حنا بنتفاهم هنا بلحالنا، خلاص محمد روح.. و نوف بعد ادخلي داخل"


نوف: "وانتي.. " ناظرت نوف ايدي اللي كانت تصب دم.. 


ماكنت حاسة بشي.. 


نواف: "وش صار فيك انتي بعد!"


"مادري طحت.. تعال نقعد داخل و نحكي، خلاص محمد روح.."


محمد: "ماتبين اوديك الطبيب؟"


ناظره نواف كان وده يكفخه.


"لا لا مابي شي ابيك تروح بس لو سمحت"


ركب محمد سيارته و راح.


دخلنا داخل.


نواف: "ريما قومي نوديك المستشفى شكله كسر"


"قلتلك مايوجعني.."


نواف: "نوف روحي جيبي عبايتها اباخذها المستشفى"


نوف: "بجي معكم"


نواف: "بتقعدين بالبيت انتي و تنتظريني الين ارجع!"


نوف: "ابجي معكم و عقبه سوي الي تبي!"


رحنا المستشفى.


وطلع فعلاً كسر..


نظفولي الجروح ربطولي اياها و قالو لي ما احركها اسبوعين.


وحنا راجعين بالطريق.


نواف كان لسا معصب.


و نوف لسا متوترة.


"اتوقع عزيمتهم خلصت و الكل مجتمع بالصالة الحين.. احكو هنا و نحل المشكلة قبل نوصل البيت"


نواف: "ماعليه نوصلك بيتكم و عقبه نحلها انا و نوف"


"لا مانيب تاركك معها لحالكم.. لاتظلمها"


نواف: "اظلمها؟ يعني اللي سوته هي صح؟"


"لا طبعاً اللي سوته غلط.. بس اسمع لها بعد.. و محمد قالك بيتزوجها يعني مب قاعد يلعب"


نواف: "ايه بس مايصير هي تسوي كذا! يبي يتزوجها يجي يحاكي اهلها مب يحاكيها هي!"


"وهو كان ناوي يحاكيك.. بس انت كنت مشغول.. و هم ماصار بينهم شي غلط.. الولد ولد عم تركي اللي كان خاطب ياسمين"


نواف: "بعد؟"


"و ياسمين تدري وانا ادري عن علاقتهم"


نواف: "ومن قالك اذا صرتو تدرون صار خلاص مافيها شي"


"مو مافيها شي بس يعني يخف الغلط شوي.. بعدين ترا توهم.. ما امداهم اسبوعين يمكن.."


ناظر نوف: "اسبوعين؟"


نوف كانت ساكته.


"ايه اسبوعين.. و الولد كان خلاص ناوي يقولك بس يمكن نوف ماقالت له انك جيت.. كلنا نحسبك بالرياض.."


نواف: "نوف تدري و شايفتني اليوم الصبح!"


"مو يمكن جا هو اليوم علشان يحاكيك؟ صح نوف؟"


نوف: "ايه صح.."


"شفت؟ جاي الولد يحاكيك و يطلب ايد نوف"


نواف: "وكذا يطلب ايدها؟ يجي يوقف يحاكيها عند باب البيت"


كنت لما اتحرك ايدي تتحرك و توجعني..


نواف: "خلاص انتي لا تشغلين بالك معنا"


"لا بشغله.. الحين نكلم محمد و نقوله يجي و يطلب ايدها، بشرط انك ماتهاوشها ولا تمد ايدك عليها"


سكت نواف.


ضربت كتفه: "يلا عاد عن الدلع.. ادري انك طيب و مايهون عليك"


نواف: "شلون ايدك لسا توجع؟"


"شفت ما امدانا تونا نحكي عن الايد و الوجع و الجروح وشف وش صار بايدي


ضحك نواف: "بسم الله عليك"


هدا نواف الحمدلله.. 


ونمت عند نوف.. بس ماسهرنا ناكل حلى مثل ماقالتلي..


سهرنا وهي تصيح.. 


كانت خايفة محمد مايرضى يتزوجها..


مع انه يحبها و انا متأكدة انه يحبها..


بس نوف فقدت الثقة بكل احد.. 


ويمكن انا بعد مثلها.. ما انكر اني كنت خايفة محمد يسحب نفسه من الموضوع.. بس قدام نوف كنت اقولها انه بيجي وانه يحبك.. 


طبعاً امي ماشافتني من امس..


رجعت بيتنا اليوم الثاني الصبح.


كان فيصل و امي يفطرون.


كنت اسولف مع امي عادي نسيت موضوع ايدي.. 


فصخت عبايتي اللي كانت مغطيه ايدي..


امي: "هذا وشو!!"


"انكسرت ايدي امس"


فيصل: "من كسرها"


امي: "من وشو انكسرت! وشلون الحين توجع؟"


استانست مره انهم خافو عليّ.. 


ابتسمت: "طحت امس بالدرج ببيت امي موضي، بس عادي قال الدكتور اسبوعين بس و تعاليلنا نفكه"


امي: "بسم الله عليك يا يمه ليه ماتنتبهين"


فيصل: "خبله بنتك تمشي وماتناظر الارض"


ضحكت.


امي: "حبيبتي انتي، افطرتي؟"


"لا مو مشتهيه، فيصل خل نطلع.. فسحني"


امي: "فسحني وشو بعد"


ضحكت: "اسأليه"


فيصل: "هذي بنتك اذا بغت تضيق صدري و تخليني اطلعها غصب تقول فسحني"


امي: "حبيبتي ايه فسحها ودها خل تشم هوا بدل هالكتب اللي مقابلتهم ليل نهار"


فيصل: "وين تبين تروحين؟"


"مدري اي مكان.. ونمر عيال عمتي سلوى بعد"


امي: "عيال عمتك سلوى مين؟"


"نواف و نوف"


فيصل: "يلا اجل ببدل انا و اجيك"


قام فيصل و قمت انا ابي ابدل.


امي: "ريما"


"سمي يمه"


امي: "انتي نمتي هناك و نواف عندهم؟"


"ايه"


امي: "يمه مايصير.. انا احسبه مافي علشان كذا وافقت.."


"يمه نواف مثل اخوي"


امي: "بس انتي مب مثل اخته"


"يمه لاتحطين براسك هالسوالف رابين مع بعض حنا.."


امي: "طيب.. تبين احد يجي يساعدك تبدلين؟"


"لا مايخالف بحاول"


...

*ياسمين


كنت بغرفتي احاكي يزيد.


جت امي: "ياسمين تعالي تقهوي معي"


"لا يمه مابي قهوة بعد شوي بنام اخاف اسهر"


امي: "طيب لاتشربين قهوة تعالي اقعدي معي بس"


"طيب"


طلعت امي و سكرت من يزيد و رحت لها.


"شفيك ضايق صدرك؟"


امي: "مو ضايق صدري، بكلمك بموضوع"


"يوسف فيه شي؟"


امي: "لا بسم الله عليه، موضوع يخصك انتي"


"موضوع وشو"


امي: "بشرط ماتقومين الين اخلص كلامي"


"الله يستر"


امي: "شفتي الحريم اللي جو من فترة؟"


"يمه كثير حريم يجونك"


امي: "اللي قعدتي معهم"


"ايه؟"


امي: "هذولي يبونك لولدهم، و ولدهم ماينرد و هنا بالرياض و-"


قاطعتها: "يمه قلتلك وش رايي بالموضوع انا"


امي: " يابنت الحلال تركي بيتزوج خلاص"


"وانا من قالك ابي تركي!"


امي: "اجل وشوله ترفضين هذا وانتي ماشفتيه ولاقعدتي معه"


"علشان مابيه، ماحبيت اهله"


امي: "و انتي بتاخذينه ولا بتاخذين اهله؟"


"باخذهم الاثنين، يمه تكفين هذا الشي الوحيد بحياتي اللي اترجاك تخليني اختاره بنفسي.."


امي: "تختارين بنفسك بس مايمنع تشوفين الولد، قلتلك ما ينرد"


"يمه ما ابيه"


امي: "الولد جاي بكره و بتشوفينه مب على كيفك"


"غصب يعني؟ عادي بقوله تراي قاعدة معك غصب"


امي: "قوليله، بس بتقعدين، لو ماقعدتي لاني امك ولا-"


قاطعتها: "يمه شفيك عقب كل اللي صار ماتعلمتي؟ يمه دمرتي حياتنا بايدك شفيك متى بتحسين!!! تبيني اصير مثل اخواني اخذ ناس على ذوقك كأنه انتي اللي بتعيشين معهم! بسّك ظلم يا يمه!"


ماردت.


"يمه انا مب بزر صغيرة تمشيني على كيفك، ماتقدرين تجبريني على شي ما ابيه!"


و قمت


التفت عليها قبل ادخل غرفتي: "اليوم مديري عرض عليّ اروح للمكتب حق دبي، رفضت قلتله ماقدر اترك امي، لكن من بكره بقوله يرتب لي اوراقي و انقل هناك، وانتي خليك يا يمه، عيشي هنا بلحالك"


و دخلت غرفتي.


ادري اني غلطانه لكن هي بعد مستحيل تتغير


لازم اقسى عليها شوي علشان تحس


بتخلينا كلنا نكرهها اذا ظلت كذا..


ارسلت لمديري اني لسا افكر بموضوع دبي لايقول لأحد غيري.. 


نمت و قمت اليوم الثاني بروح للدوام.


العادة محد يكون صاحي..


قمت لقيت فطور محطوط على طاولة الأكل.


رحت المطبخ و سألت مين اللي حاط الاكل.


قالت لي انه امي سوتلي اياه..


رحت و قعدت بالطاولة.


كان فيه ظرف 


فتحته.


" حبيبتي ياسمين صباح الخير 


لاتنسين تفطرين ابيك تاكلينه كله


انا اسفه و انسي اني تكلمت معاك البارح 


من لي غيرك انا علشان افرط فيك بهذي السهولة


احبك يا ماما الله يحفظك "


علشان تعرفون لما اقولكم انها قاسية.. 


حتى لما تصير طيبة ماتقدر تجي بنفسها و تحكي.. 


كتبت ورقة و انا متأكدة انها صاحية فوق و تقدر تقولي هالكلام بنفسها..


لكن ماعليه يلا.. زين انها ضاق صدرها عليّ شوي..


ارسلت ليزيد: "متى قلتلي انت جاي؟"


يزيد: "رمضان"


"طيب.. انتظرك.."


...



بالسيارة وحنا واقفين قدام بيت امي موضي.


فيصل: "ماودك بأحد ثاني يجي معنا؟"


"احد ثاني مين"


فيصل: "يعني.. جواهر مثلاً"


ناظرت الجهة الثانية و سويت نفسي ما اسمع: "وينهم تأخرو"


فيصل: "ما وافقت صح؟ سألتيها؟"


"سألتها.. "


فيصل: "امي قالت لي انهم ماجو امس العزيمة مع انها عزمتهم.."


"لا جدها تعبان ماقدرو يجون.."


فيصل: "يعني مب علشان ماتبيني؟"


"تقول ما-"


فتح احد باب السيارة: "جييت طولنا عليكم؟ فيصل نواف يقول تعال ساعده معاه اغراض" نوف.


فيصل: "يلا" و نزل من السيارة


قمت و قعدت ورا جمب نوف.


نوف: "تخيلي! محمد حاكاني قال عطيني رقم نواف بيحاكيه"


"اشوه الحمدلله!"


نوف: "والله بغيت اموت من الخوف.. خفت يهون.."


"الحمدلله، متى بيكلمه؟"


نوف: "مادري ودي اقوله بكره يدق.. يكون نواف نسى الموضوع شوي"


"ايه زين"


نوف: "انتي شلون ايدك"


"الحمدلله تو تسبحت و احس دخل مويا، الله يستر"


نوف: "ايه لا حاولي مايجيها مويا ابد"


جو العيال.


نوف: "وين بنروح؟"


"فيصل بيودينا مطعم"


فيصل: "انا؟ انتي اللي قلتي نطلع"


ركب نواف: "ها ريما شلون يدك"


"الحمدلله احسن"


نوف: "ها وين قررتو"


ودانا فيصل مطعم.


استانست صدق هذاك اليوم.. 


مع انه ايدي كانت توجعني و مو نايمة زين من صياح نوف امس.. 


بس استانست..


كنت احتاج لطلعة كذا..


كنت ابي اهون عليهم كلهم الصراحة..


و اوسع صدورهم بما ان الجو مره متكهرب..


فيصل و سالفة جواهر..


و اللي صار امس مع نوف و نواف..


بس الصدق اني استانست يمكن اكثر منهم..


ضحكت مره كثير هذاك اليوم.. 


اكتشفت ان نواف مب ثقيل دم مثل ما كان دايم في بالي.. 


دمه خفيف و يسولف.. 


...


عقب أشهر..


جا الصيف.. 


و تقريباً نسيت كل اللي صار بالسنة اللي راحت.. حلوه و مرّه.. 


الحمدلله معدلي كان مره زين و مره ارتفع هذا السمستر.


ونفسيتي بعد مره زانت و خصوصاً يوم جت الأجازة.


مع اني كنت اشغل نفسي بالدراسة و ابذل كل جهدي، الا اني تعبت.


و كنت منتظرة الصيف يجي.


الاوضاع تقريباً هدت عند الكل..


محمد حاكى نواف و شرح له كل شي..

نواف منع نوف انها تكلمه الين تتخرج..

لكن تعرفون نوف.. مايحتاج اقول..


امي و ابوي الحمدلله خف التوتر اللي بينهم.. 

ابوي جانا كم مره البيت.. 

يعني.. يشربون شاهي مع بعض.. يتقهوون.. 


امي موضي مره خفت على امي.. 

عموماً نفسيتها زانت عقب ماعمي صار يقعد معنا تحت..


فيصل معد حكى معي بموضوع جواهر ولاهي مافتحت معي الموضوع مره ثانيه..


ياسمين تجي كم يوم شغل و تروح مايمديني اشوفها.. 


نواف قاعد من اول عند نوف.. خصوصاً عقب السالفة قرر انه يقعد هنا.. والحمدلله انه قعد.. 


صار صديقي.. صرنا نسولف واجد.. 

ذكرني بمحمد اخوه.. احيان اغلط و اناديه محمد.. 

دايما اذا حكى اغمض عيوني و احس انه محمد الي قاعد يحكي..

نفس بحة الصوت.. نفس الضحكة.. نفس حركات اليد لما يسولف..


وانا؟ انا الحمدلله كويسة عقب يوسف.. 

تقريباً نسيته و طلعته من راسي.. 


..


باول يوم رمضان.. كان الفطور عند امي موضي


امي: "يلا ريما ابوك بيعصب ترا ينتظرون برا"


"يلا جيت جيت"


طلعت اركض و ركبت السيارة.


ابوي: "وينك ريما بابا بيأذن المغرب وانت مابعد خلصتي"


فيصل: "بنتك شينه يبا تقعد ساعة تلط بهالمكياج"


ضحكت: "اسكت من زينك انت عاد"


ابوي: "لا بسم الله عليها وش زينها ماتحتاج"


امي: "طالعة على امها حبيبتي"


فيصل: "افا يايمه، وانا؟"


امي: "انت حبيبي "


"طيب يلا ماودكم تمشون؟"


مشى فيصل.. وقفنا قدام بيت امي موضي..


نزلنا..


طقينا الجرس ..


نوف: "ياحيا الله خالي خالد، كل عام وانت بخير"


وحبت نوف راس ابوي.


سلمت على امي و فيصل..


انا كنت اخر وحدة..


نوف خمتني بقوة.


"شفيك بسم الله"


نوف: "خمة رمضان"


ضحكت: "طيب"


نوف: "ريما خليك قوية"


"ليش بسم الله شفيك"


نوف: "خلاص ادخلي"


دخلت و سكرت نوف الباب.


كانو كلهم مجتمعين..


امي موضي و عمي عبدالكريم و عمتي سلوى.. و توني ادري ان عمتي منيره جت..


سلمت عليهم كلهم..  


كان اصوات كثيرة و كل احد يسولف..


بين كل هالاصوات و السواليف سمعت صوت عمتي..


عمتي منيره: "يوسف.. يوسف يمه تعال جا خالك خالد.."


كنت قاعدة اسلم على عمي عبدالكريم.. وقفت بمكاني ماتحركت.. 


انتظر.. انتظر يجي صوت احد يرد على عمتي...


"هلا خالي هلا والله كل عام وانت بخير.."


الا صوته.. الا هو يوسف.. 


...






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النهاية

نواف : " ريما بسألك سؤال و خليك صريحة معي " " اسأل .." نواف : " انتي تبيني انا و لا يوسف؟ " ...