Chapter 2

قمت اليوم الثاني الصبح على نوف و هي تصحيني.

نوف: "قومي"

فتحت عيوني ناظرتها.

نوف: "فيه ناس قلتلهم امس يكلموني اذا رجعو و سحبو علي"

"والله نسيت وكان فيني نوم، الساعة كم الحين"

نوف: "تسع و نص"

"الله، و ليه صاحيه بدري"

نوف: "مانمت"

"مانمتي من الليل"

نوف: "ايه"

"ليه وشفيك"

نوف: "قومي غسلي وجهك و تعالي نروح نفطر عند امي موضي و عقبه اقولك"

..

وحنا نازلين شفنا امي.

نوف: "صباح الخير خاله سعاد"

امي: "صباح النور حبيبتي، وين رايحين"

نوف: "بنروح نفطر عند امي موضي، تجين معنا؟"

امي: "لا انا عندي مشوار بعد شوي سلميلي عليها، بس ريما تتغدين اليوم مع ابوك مو تقعدين طول اليوم هناك"

"ان شاءالله حاضر"

نوف: "يلا مع السلامة خالتي"

طلعنا انا و نوف.

رحنا مشي لبيت ماما موضي.

نوف: "ابوك قال شي؟"

"لا"

نوف: "طيب امك ليش تقول تغدي معه؟"

"ماتعرفين الدراما"

نوف ضحكت: "عندنا و عندك خير، امس امي وانا احاكيها انهارت عليّ"

"هاو شفيهم كلهم عصبو علشان بنروح"

نوف: "مادري، امي صارت تتحس من خالتي منيره ماعرف وش فيهم"

"حرام والله انها احسن منهم كلهم ليتها امي"

نوف: "ايه والله"

دخلنا بيت امي موضي افطرنا و عقب ماقامت هي قعدنا انا و نوف.

نوف كانت بعيده جت و جلست بجمبي.

ضحكت: "وشفيك"

مسكت جوالها فتحت فيه شي و عطتني اياه.

نوف: "خذي شوفي"

"Ahmad K مين هذا"

نوف: "واحد"

"لاتصدقين احسبه وحده، داريه انه واحد مين؟"

نوف: "تذكرين لما رحت دبي اخر مره"

"ايوا؟"

نوف: "شفته هناك"

ضحكت: "مو كانو معك اخوانك؟ ماشاءالله شلون شفتيه"

نوف: "لا لما شفته كنت بلحالي، اف كان يصيّح، انقذني ماتتخلين كيف"

"باللهي؟ وشلون انقذك"

نوف: "انا اعلمك"

لما كنا بالسينما كانو اخواني داخلين موڤي و مخيس ماعجبني كله دمان و حرب و كل ربع ساعة واحد يموت.

المهم عاد قلتلهم انا بروح الحمام وهم مندمجين محد رد عليّ

عاد و طلعت رحت الحمام و رحت اقرب ستاربكس و شريت لي قهوه.

اتصل عليّ نواف و قالي وينك و متى قمتي

قلتله اني رحت الحمام و رحت ستاربكس، 

قالي خلصي بسرعة و تعالي.

طبعاً من الغباء اللي فيني اخذت قهوتي و رحت بسرعة.

يوم وصلت عند باب الصالات وقفني اللي يشتغل.

قالي ممنوع ادخلها. اتركها عنده الين اطلع.

طبعاً هي مليانه توني حتى ما حطيت المصاص.

قعدت اقوله ان ماعليه و دخلني و محد بيشوف و عيا.

وجا هذا من بعيد .. 

"لا لا دخل بس"

العامل: "ممنوع اخوي قلتلك"

"دخلها من يقول ممنوع"

العامل: "ممنوع من الشركة نفسها تبي تدخلها كلم المدير لا تسوي مشكله"

"تدخلها ولا اسويلك انت مشكله؟"

طبعاً هذا كله وانا واقفه مصدومه. 

دايم اخواني يتهاوشون مع عيال قدامي و دايم اسحب اخواني بس هذا وش بسحب فيه ماعرفه !

قلت بصوت واطي: "خلاص لو سمحت مو مشكله بخليها عندهم"

"انتي اصبري شوي! وين المدير حقك ناديلي اياه انا اكلمه"

العامل: "هذاك المكتب روحله"

وراح له الولد.

والعامل يناظرني معصب.

وقفت اناظر الولد مصدومه 

راح يكلم المسؤول.

جا الولد بعد شوي و قرب مره: "دخليه تحت عبايتك و ادخلي" و مشى.

"هاه" وقفت وانا عيوني طايره.

لف عليّ من بعيد و اشر لي بأيده: "تحت العبايه و ادخلي!"

ناظرت العامل و رجعت ناظرت القهوه.

طبعاً مع الرعب اللي حسيت فيه، القهوه صارت مايله و ماشوف عبايتي الا كلها حليب و الارض كلها حليب.

رحت جهه مايشترون الفشار و الاشياء هذي امسح عبايتي.

ناظرني العامل اللي يشتغل حالتي كانت تحزن صدق.

وجهي يبين عليه لما اخاف. 

عبايتي كانت كلها حليب وميته خوف.

و جوالي نواف يدق و الدنيا حايسه.

وانا احط القهوه على طاولته انقلبت مره ثانيه على الطاوله.

"اففففف" و صحت. 

العامل: "مو مشكله امسحي عبايتك انا امسح الطاوله"

و صار يمسح لي القهوه و يمسح لي شنطتي.

فجأة مادري من وين طلع ولد صغير .

صغير صغير اقولك الين ركبتي مايوصل.

لابس ثوب و كاشخ و شاق الضحكة.

الولد: "لو سمحتي"

انا احسبه يبي يشتري وخرت.

وقف جمبي و ناظرني.

يناظر فوق الولد من صغره.

الولد: "لو سمحتي اخوي يقول ممكن تاخذين رقمه"

"ممكن وشو، اخوك مين"

الولد: "اخوي هذا"

و اشر لي على صاحبنا اللي تو. 

ناظرته و رجعت ناظرت الولد الصغير: "لا يا بابا مو ممكن"

ومسحت عبايتي و اخذت اغراضي ورحت للمسؤول انا اكلمه.

عرفتي المسؤول يناظرني حايمه كبده

يحسبني مع الولد اللي تو

 مب قاعد يطالع وجهي من كثر ماهو حايمه كبده

"لو سمحت مايصير ادخل القهوه الله يعافيك مادريت انه ممنوع"

-"لا اختي ممنوع من الشركة"

"طيب انا من السعوديه جايه و ضيوف قولهم ماتعرف بس هالمره"

-"اختي ممنوع قلتلك! عطيهم اياها يحطونها بالثلاجة داخل ولا طلعتي يرجعونها لك"

"طيب شكرا!"

تركته و رحت عطيت البثر اللي عند الباب قهوتي و دخلت بدونها. 

نواف: "وينك طولتي"

"الحين ليه محد يعلمني ان ممنوع يدخل هنا اي شي من برا"

نواف: "والله مدري عنك ماقد شريت شي من برا انا العادة من عندهم"

"تفشلت قدام خلق الله كلهم شوف عبايتي كيف كلها حليب"

قعد يضحك.

..

"يا الله انقذ حياتك تصدقين؟"

نوف: "ياحماره لا تتطنزين، والله لو تشوفينه يا ريما، خليني اوصفه لك كيف كان،"

ضحكت: "شفت الصوره بس اوصفي يختي اوصفي"

نوف: "عرفتي اللي يجيك اصلع بس فيه شوي شعر؟ و اسمر كانه تو طالع من البحر، ولابس شورت و ريحته دخان مع عطر ياربيييه"

ضحكت: "والله انك خبله، و رحتي دورتي عنه بباث"

نوف: "مادورت صدقيني القدر حطه قدامي زي ماحطه قدامي بدبي"

"طيب ومعد شفتيه بدبي مره ثانيه؟"

نوف: "لا"

ضحكت.

نوف: "ودي اكلمه"

"تكلمينه وشو انهبلتي وش تقولين له"

نوف: "بس اشكره كنت هبله هذاك اليوم ما امداني اقول شي هاوشت اخوه المسكين"

"والله انا اشوف انه مو حلوه تكلمينه، يمكن دايم يسوي كذا يمكن مايذكرك"

نوف: "ايه كيفه لا يذكرني بس اشكره"

"بكيفك"

نوف: "سويت اد"

"الله يستر"

نوف ابتسمت: "والله حبيت ستاربكس من بعده"

ضحكت.

دخلت عمتي منيره.

عمتي منيره: "يازين الصبايا الحلوين اللي قاعدين يسولفون وش عندكم"

نوف: "هلا والله خالتي ابد بس قمنا بدري و قلنا نفطر مع ماما موضي، انتي وين رحتي ليه ما اخذتيني معك"

عمتي منيره: "انا قمت من بدري طلعت شريت اغراض ليوسف حبيبي"

نوف: "ليش وش يبي يوسف"

عمتي منيره: "مايبي شي بس انا شريت له مابي اروح و ايدي فاضية، ريما وش صار على ابوك؟"

"ماشفته للحين"

عمتي منيره: "هاو لازم تقولين له خلاص تراها بكرا"

"ان شاءالله اليوم بالغدا بشوفه"

عمتي منيره: "واذا سألك وش كثر بتقعدون قولي مادري"

نوف: "هو كم بنقعد اصلا"

عمتي منيره: "شهر و شوي، ٤٠ يوم بس لا تعلمين ابوك لا ينهبل"

"٤٠ يوم؟ مو كثير ياعمه؟"

عمتي منيره: "لا مو كثير مارح تحسون فيها اسألي نوف"

نوف: "والله انا ماقد قعدت اكثر من اسبوعين"

عمتي منيره: "بيصير معكم ياسمين و يوسف مارح تطفشون صدقوني، يلا انا بروح البيت اسبح و ابدل و اجيكم نتغدا"

وراحت.

"نوف مو كثير ٤٠ يوم؟ مابي اترك ابوي كل هالمده ابوي مريض"

نوف: "انتي ليش كل شي تحطينه بابوك؟"

"لانه مريض و كل فترة يروح ياخذ ابر بالمستشفى وانا اللي اوديه"

نوف: "ايه عنده فيصل هو الولد هو اللي مفروض يوديه!"

"طيب نوف تكفين اذا ماقدرت اقعد ٤٠ يوم ترجعين معي"

نوف: "واللهي مادري عن عمتك بس ان شاءالله لو بغيتي نرجع"

...

وانا اتغدا ببيتنا كانت نوره اختي تتغدا عندنا. 

امي ناظرتني انه قوليله يلا.

"ايه صح.. يبا شلونك الحين عسى مارجع الالم"

ابوي: "والله الحمدلله اخر ابره كأنها فادت شوي"

"الحمدلله زين اشوه .. "

نوره: "طيب يبا ليش ماتروح برا؟ اكيد تلقى دكاتره احسن"

ابوي: "شفتيني رحت ومافي فايده، كلهم لازم كل فترة اراجعهم، وانا ما اقوى اسافر ساعات طويله، هذي عمتك شوفيها تبي تاخذ البنات و تروح امريكا"

نوره: "اي بنات"

"انا و نوف"

نوره: "وناسه طيب روحو"

امي: "حنا نقدر نوديها لو نبي مانحتاج احد يوديها"

نوره: "ايه يمه ندري انكم تقدرون تودونها بس يعني تغيّر شوي تروح مع البنات، متى بتروحون؟"

"... بكره"

ناظرني ابوي.

"كنت جاية اقولك يبا بس سبقتني نوره .."

نوره: "اوه حلو مره و كم بتقعدون"

ناظرت نوره انه اسكتي: "مادري ماقالتلي"

سكت ابوي ماقال شي .

عقب ماخلصنا غدا قعدنا انا ونوره بالصاله.

نوره: "امس كنت عند دانه صاحبتي"

"طيب" قلتها وانا اناظر التلفزيون

نوره: "و تسألني عنك و كذا، انه متى تتخرجين كم باقيلك"

"ليش من متى تعرفني دانه"

نوره: "تعرفك تشوفك بالصور"

"اممم ماشاءالله"

نوره: "و عقبها قامت تمدح باخوها و تقول ندورله عروس، انا فهمتها بس ماقلت شي قلت اقولك قبل"

"فهمتي وشو"

نوره: "يعني كنها تلمح"

"ماشاءالله"

نوره: "انتي وش رايك؟ فكري بالموضوع تراها حليله مره و اخوها حليل"

"نوره قلتلك مليون مره انا زواج مانيب متزوجة قبل اخلص جامعة و بالذات عاد اخوان صديقاتك التافهات"

نوره: "صديقاتي انا التافهات؟ اجل صديقاتك وشو؟ ولا اوه نسيت انتي ماعندك صديقات اصلا"

تركتها و قمت رقيت غرفتي و سكرت الباب.

انتي ماعندك صديقات اصلا 

مو بأيدي انه ما عندي صديقات يانوره.

انا كان عندي صديقات!!!

كان عندي بس كلهم راحو!!!

لمى وجواهر و عبير.

كانو صديقاتي من الابتدائي قعدنا بنفس المدرسه الين تخرجنا وحنا صديقات.. 

عقب التخرج وعقب ما كلنا دخلنا نفس الجامعة ..

طلعت السالفه اللي فرقتنا..

عقب تخرج المدرسة بكم يوم.. 

احد مسوي حساب انستقرام و حاط صورهم الثلاث .. 

صور فيها احنا كلنا بس انا مب طالعه بالصوره .. 

صور كلها في بيتي.. صور انا مصورتها بنفسي من جوالي .. 

فيديوز اسمع صوتي فيها وانا اصور ورا الكاميرا .. 

صور مفروض محد يشوفها غيرنا .. 

و تحت كل صوره اساميهم الثلاثه كامله .. 

فلانه بنت فلان بن فلان الفلاني .

و طبعا الاكاونت بأسمي انا.

انصدمت، دايم اسمع بهالسوالف بس ماقد صارلتنا .. 

كنت احسب الناس صارت تخاف ربها و معد تنشر صور البنات ..

بالبدايه كنت خايفة على صديقاتي و صورهم .. 

مافكرت انهم ممكن يصدقون اني اسوي شي كذا..

بعدين صرت خايفة على نفسي..

انقلبت السالفة عليّ انا .. 

محد صدّق انه موب انا اللي مسويته .. 

صديقاتي ماعاد يحاكوني ولا يردون عليّ.. 

اهاليهم اتصلو على اهلي و هددوهم انهم بيشتكون علينا، 

طلب ابوي من واحد يعرفه انه يدخل الاكاونت و يسكره و يمسح كل شي و اعتذر من اهلهم.. 

وانا؟ انا انحبست بغرفتي طول الاجازة.. انسحب مني جوالي انسحب كل شي .. ممنوع تطلعين ممنوع تكلمين احد.. تروحين بيت جدتك تسلمين عليها كل اسبوع و مع امك بعد و ترجعين غرفتك .

كانت اشين عطله صيف مرت عليّ بحياتي .. 

و دخلت اول سنه جامعة .. 

جوالي مابعد رجعلي، كانت امي تخلي الشغاله تجي معي علشان هي تحاكي السواق.. 

كنت ادور على صديقاتي زي المجنونه .. 

و لما لمحت وحدة منهم بالجامعة اخيراً!

شافتني و صدت عني .. 

صارو صديقاتي اللي كنا اقرب لبعض من اي احد، يسوون نفسهم ماشافوني .. 

صرنا نمر كاننا اغراب .. كاننا مابعمرنا عرفنا بعض .. 

فالبداية كنت احاول اتقرب لهم و اكلمهم.. بس لما شفت انهم تجي عينهم بعيني و يصدون هونت .. 

كيفهم خلاص.. الصور و انشالت .. 

مايبون يسمعون مني ولا يبون افهمهم شي .. 

انا مظلومه وهم واقفين ضدي ولا يبون يسمعون .. 

مسحت دموعي و للحين جمله نوره اختي براسي.. 

انتي ماعندك صديقات اصلاً.. 

... 

قمت من بدري اليوم الثاني .

سكرت شنطتي و خليت الخدامة توديها بيت ماما موضي.

تحممت و لبست و نزلت عند أمي.

"يما انا رايحة، ابوي صاحي اسلم عليه؟"

امي: "لا نايم، ولاتصحينه لانه تو اخذ دواه و نام"

"طيب حنا الحين لازم نروح.. بدخل بس احب راسه وهو نايم"

امي: "ريما حبيبتي قلتلك لاتروحين له، توه نام و اذا دخلتي بيصحى، كان جيتيه امس بالليل قبل تنامين"

"طيب، اكلمه انا بعدين اجل.. يلا مارح تسلمين عليّ انتي بعد؟"

امي: "توصلين بالسلامة كلمينا من هناك مو تنسين... ايوا هلا استاذة ساره" تركتني و قاعدة تحاكي وحدة بالتليفون.

"ان شاءالله.." 

رحت بيت ماما موضي لقيتهم خلاص قاعدة يحطون الشناط بالسيارة..

دخلت سلمت على امي موضي بسرعة و مشينا.

..

بالطيارة على الرياض .

نوف: "ماوريتك مين حاكاني"

"مين"

نوف: "احمد"

"حاكيتيه؟"

نوف: "ايه قلتله انا مين، و شفتي مانساني"

"طيب وش قالك"

نوف: "قعد يضحك، قال كيف عرفتي الاكاونت حقي"

"ايه؟"

نوف: "بس والله" و ابتسمت.

"بس و سكتو؟"

ابتسمت نوف.

"ما سكتو صح؟"

نوف: "ماسكتنا.."

"نوف موب صاحيه انتي، ترا قلتلي بس بقوله شكرا"

نوف: "ايه هو اللي صار يسولف، و اذا تبين الصدق يعني انا حبيت سواليفه"

"حبيتي سواليفه؟ ماشاءالله، طيب بكيفك سوي اللي تبين بس لاتجين بعدين تصيحين عندي طيب؟"

نوف: "لا لا مارح نوصل لمرحله الصياح ان شاءالله"

"ان شاءالله" 

...